الخميس، 27 يناير 2011

روشتة صحية للوقاية من متاعب المظاهرات


عنف أمني غير مسبوق مع المتظاهرين العزل
كتبت- يارا نجاتي:
وضع أطباء وخبراء نفسيون روشتة للمتظاهرين لاستخدامها غدًا خلال مظاهرات "جمعة الغد"، دعتهم فيها حمل علم مصر، وترك الصفوف الأمامية لمن هم أكثر خبرة على قيادة المظاهرة أو المسيرة، والاتفاق على هتافات موحدة ومتفق عليها سلفًا.

وتقول طبيبة متطوعة لإسعاف الحالات الطارئة أثناء التظاهر (رفضت ذكر اسمها): إنه على أصحاب الأمراض المزمنة كالقلب والسكر والضغط؛ أخذ الجرعات اليومية من العلاج الذي يتلقونه معهم، والتأكد من إحكام حفظه بشكل محكم، كأن يكون في ترمس صغير يوضع في شنطة النساء أو يربط في أيدي المريض.

وأضافت لـ(إخوان أون لاين) أنه على مريض القلب أخذ الأقراص الموسعة للشرايين التاجية، أما مرضى السكر فعليهم اصطحاب جرعة الأنسولين المخصصة لهم، بجانب إحضار كمية من البونبون والشيكولاتة.

ولمواجهة دخان القنابل المسيّلة للدموع، قالت: إنه يجب على المتظاهرين وضع الكمامات الواقية التي تُباع في الصيدليات، مع تبليله بالمياه وعصرها وحفظها في كيس، أو الاستعاضة عنها بقطعة قماش مبللة أيضًا، بالإضافة إلى الابتعاد عن القنبلة في حال إلقائها على المتظاهرين، مع الهبوط أو الانبطاح على الأرض قدر المستطاع؛ حيث تكون كثافة الغاز أقل ما يكون كلما اقتربنا من سطح الأرض، وبالتالي إذا أصيب المتظاهر باختناق سيكون بسيطًا.

ودعت المتظاهرين لتفادي الطوب عن طريق قطعة من الكرتون الصلب (الناشف) كدرع واقي للرأس، أما المحجبات فلديهم تسميك طبقات الحجاب في ذلك اليوم.

وأضافت: "أما في حالة الإصابة أو حدوث نزيف بأحد أعضاء الجسم، فيمكن ربطها بإحكام عن طريق الشاش أو قماشة قوية، ويتصل بأحد جمعيات حقوق الإنسان حتى توجِّهه لأقرب مركز إسعاف متطوع لعلاجه فورًا".

ودعت الدكتورة نهلة ناجي أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس المتظاهرين إلى الاستمرار في التعبير عن رأيهم، واستخدام كلِّ الأشكال السلمية في ذلك من الهتافات والكلمات واللافتات، مشددة على ضرورة الابتعاد عن أي أشكال الاستفزاز سواء في الحديث أو النظرات.

وتضيف: "على المتظاهرين البعد عن الاحتكاك بأي شكل مع الأمن، فلا نهاجم الأفراد الموجودة أمامنا بشكل شخصي، ونستمر في المظاهرة، مع رفع أهداف عامة ضد الفساد والاستبداد المتفشيان في البلد كلها؛ لأن كلِّ فرد إذا اهتم بأموره الشخصية ستفقد الوقفات والمظاهرات هدفها، ويكون من السهل تفريقهم".

وحذَّرت د. نهلة من البعد عن المجموعات والبقاء فرادى، قائلة: إن الأعداد الكبيرة من المظاهرات تثير الهلع في نفوس الأمن، وبقاؤنا في مجموعات كبيرة يضمن سلامتنا، وعدم الدخول في صدام شخصي مع عناصر الأمن، وعلى المواطنين أن يتبعوا خطة محددة من بداية اليوم حتى يشعروا بالاستقرار، يلتزمون بها طوال المدة المحددة للمظاهرة.

ودعت المتظاهرين إلى السير طبقًا لخطة معينة، تضمن بقاء واستمرار المظاهرات لفترة طويلة؛ حيث إن التغيير والإصلاح يحتاج إلى الصمود لفترة قد تقارب الشهور، مضيفة أن الفرد إذا وجد استفزازًا من قِبَل أحد أفراد الأمن فعليه العودة إلى داخل المجموعة التي يقف معها، وإذا كان الاستفزاز موجه لمجموعة فعليها أيضًا الابتعاد والرجوع للخلف بعيد عن المصدر الاستفزازي.

كما أوضح د. أنور الأتربي، رئيس قسم الأمراض العصبية والنفسية بجامعة عين شمس، أن نزول المواطن للتظاهر في الشارع يعود إلى رغبته في التعبير عن غضبه سواء في الأمور السياسية أو الاقتصادية، ويعتبرها لحظة فاصلة في حياته، كمن ينتقل من مرحلة إلى أخرى، فينصحه بأن يضع هدفه أمام عينه باستمرار حتى لا ينساه ويفقد أعصابه، ووقتها سيفشل في اتخاذ قرارت سليمة.

وأوضح أنه على المتظاهر أثناء بحثه عن ذاته أن يدرِّب نفسه على تحمل الضغوط، مؤكدًا أن التفكير المتمهل قبل القيام بأية خطوة هو الحلُّ للخروج من أية مظاهرة وإنهائها بشكل سلمي كما بدأت.

وشدَّد على ضرورة تحلي المواطن المتظاهر بالصبر إلى أبعد مدى مهما تعرض لاستفزازات، وأن يتذكر دائمًا بأن أفراد الأمن هم في النهاية أهله، وإذا أخطأ أحدهم فعليه التعامل معه وكأنه أخوه، موضحًا أن ذلك الشعور لا بد أن يكون متبادلاً بين الطرفين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق